مني إلى عالم آخر2

قلت أننا نكره الموت و نكره التحدث عنه لأنه يعني انتهاء حياتنا الآنية.
لا أدري ماذا يعني غير ذلك.فلا أحد يموت ويرجع ليخبرنا ما حدث معه, فالموت ذهاب دون إياب. لكني بالتأكيد سأعرف ماهيته عندما أختبره بنفسي.عندها لا أعرف أن كان الاتصال بكم ممكن, ولكني سأحاول أن أحاول.
على كل حال. كفى تحدثا عما ما بعد الموت, دعونا نتحدث عما قبله. عن الآن. عما حولنا.
كما ترون نحن اليوم في مرحلة متقدمة من التطور.الآن نداعب النجوم و الأقمار و نلتقط لها الصور و نأخذ منها العينات, بعد أن كنا نعبدها ونؤلف عنها الأساطير..بالطبع هذا جميل جدا ومفرح. ولكننا قد نسيء فهمنا وفهم ما حولنا في بعض الأحيان.حتى تفهموا القصة عليكم أن تقرؤوها من البداية أليس كذلك؟
أنا سأرويها لكم باختصار..
كان هناك جبلة من الطين, شكلت و وهبت الحياة. ثم أطلقت في رياض واسعة. على ألا تقرب تلك الشجرة..
و هنا كانت الخطيئة الأولى. لقد وقعنا ضحية أنفسنا..
نزل أجدادنا الأوائل إلى هنا, بما فعلت أيديهم, وقيل لهم بأننا خليفة الخالق في الأرض. علينا عمارها و إصلاحها وكل خطأ سنحاسب عليه و كل حسن سنكافئ به." توتة توتة.. خلصت الحتوتة!!"
تلك القصة القصيرة تمثل كلها حتى يومنا هذا.... جميلة أليس كذلك؟؟
حسنا. علي أن أقول, أن كل الصفات التي تكلمت عنها, صفاتنا بأننا محبون للذة و كارهون للشدة وأعضائنا التشريحية السابقة كلها تعزى إلى أننا من خلق خالق عظيم جدا.........جدا.
نحن تركيبة معقدة جدا, لكنها مبدعة..
الإنسان مخلوق ضعيف و قوي, داهية و غبي.
الأنانية وحب التملك و نزعة الاستهلاك جبلت في ترابنا, وتحرك تقريبا كل سلوك نسلكه من الذهاب إلى الحمام حتى إلقاء القنبلة الذرية.
نحن نسخّر كل مقدراتنا و استطاعتنا لإرضاء الشهوة التي لا ترضى.
اكتشفنا الذرة, و شنينا الحروب.
أدمنا على المسكرات. ومشينا على القمر.
حفرنا على المقاعد, وارتكبنا المذابح.
كتبنا على الحائط, وتمردنا في وجه الإمبراطوريات.
بحثا عن غاية ما. لن نجدها لأنها ليست موجودة أصلا.
الواحد منا طفلا رضيعا. يفتح عينيه أول مرة ليبدأ صراعه مع البيئة و سكانها.
يريد قارورة الحليب الأكبر,و اللعبة الأجمل, فالمقعد الأحسن, ثم السيارة الأسرع, والعمل الأنجح, إلى أن يبغي المقبرة الأوسع...
نحن فكر و كلمات و ضمير. ونفس وروح و عضلات و حواس.
نحن المخلوق الأكثر شرورا وأنانية. و الأكثر فسادا في الأرض
مع أننا خليفة الله فيها.....و لكن الله يعلم ما لا تعلمون.
في الحقيقة نحن تائهون بين قوة الحجة و حجة القوة.
بين قوة الحضارة و حضارة القوة.
لكننا غالبا نميل إلى الخيار الثاني. لأنه يبدو لنا لامعا و جذابا أكثر.
حسنا. لا يجوز جلد الذات, صحيح؟ و السلبيات يجب أن ترافقها حسنات..
فمع كل ما سبق. يمكنني أن أقول بأن الإنسان مخلوق جبار. يتفوق على نفسه في كل يوم, ويذهلها بانجازاته على مر العصور.
هو الذي سمك الأبنية, وابتكر اللغة. كل ذلك لا يجوز أن ننساه مهما حصل.
هذا ما يجعلنا جديرين بالاحترام. هذا ما يوجب علينا احترام أنفسنا, ويمكننا من الشعور بالفخر و النظر إلى ما خلفناه بابتسامة و إعجاب تام.
أنا أكن إعجابي و امتناني لابن رشد, والرازي, وشكسبير, وأديسون, وابن الوليد, ونيوتن, وأينشتاين, وهارون الرشيد, وهاني بعل, ونوبل. وإيفل..
لائحة طويلة من الأسماء الذهبية. التي تركت أثارا, بل تركت حضارة..
حضارة البشرية الزاهية التي تمشي إلى زوال......

يا إلهي!..أنا آسفة,يبدو أنني قد استرسلت بالكلام. أرجو أن لم يصبكم نصيب من الملل. أعتذر عن عدم تفسيري لكثير من المصطلحات التي قد لا تفهمونها. ولكن حاولوا أن تفعلوا فقد بذلت جهدا كبيرا في كتابتها, وأنا لا أريد أن يضيع جهدي سدى
أما بالنسبة للأسماء الغريبة التي وردت قبل قليل فهي أسماء بشر عظماء منا, نسميهم عظماء لأنهم قاموا بأشياء مفيدة. و بالنسبة للرياضيات؛فهي علم من علومنا واسع جدا و جميل. والحليب هو سائل أبيض اللون نأخذه من البقر غالبا و نتغذى عليه.
هذا موجز أصعب ما ورد..
عفوا على الإزعاج إن كان, و شكرا للإصغاء إن حدث.
أرجو أن تكتبوا و تصفوا لي عنكم أيضا, فنحن دائما نرحب بالأصدقاء....

شكرا كتيييير سامي..