اللعنة!! إنها تمطر ثلجاَ...

لماذا ذلك الطقس يسبب عندنا حالة من النشوة والابتهاج؟؟
لماذا نحب مراقبة السماء عند هطوله؟؟. مع أنه.. و لأخذ العلم. مجرد مطر بارد قليلا. مجرد نقاط بيضاء تقفز من السماء.
لماذا لا نستمتع بالثلج الذي في البراد مثلا؟؟ لماذا لا نلعب به؟
لماذا لا نحس بحالة من الرومانسية كلما فتحنا الثلاجة؟
أسئلة غبية.. أعلم.
الثلج ساحر. ساحر وفقط
و نستطيع القول أنه من الأشياء التي تندرج في قائمة التلذذ والانتشاء.. كالموسيقى, و النجاح, والطمأنينة, و الحب.
ساحر كيف أنه يجعلنا رهنه.
يجعلنا نقف على الشرفات.
ونمد أيدينا إلى الخارج لنلتقط بعضه ونتذوقه..(أعرف أن ذلك غبي. لكني قضيت اليوم كله تقريبا أفعل ذلك)
يجعلنا نصمت...يجعلنا نقول "يااي"
يجعلنا أطفال...يجعلنا عجزة.
يجعلنا نقفز... يجعلنا نهمد.
ساحر كيف أنه يسحرنا.
عندما بدأ الثلج بالتساقط البارحة. في الحصة الأولى من الدوام. انفجرت طالبات زكي الارسوزي على أقرب شرفة أو نافذة أو فسحة سماء. محظوظات من تمكن من التسلل إلى الباحة رغم مطاردة الموجهين و إرغامهم لنا على لزوم الصف.
لقد فاز الثلج على الجميع. فاز على الملل. فاز على المطر. فاز على درس العلوم. حيث امتعضت الآنسة من إحدى الطالبات حين قاطعت الغشاء السيتوبلازمي :" راما!! ارفعي الجلالة. نريد أن نرى الثلج..."
و كما قلت إنه مجرد نقط بيضاء. صغيرة وباردة و كثيرة و مزعجة...
لا ليست مزعجة. أنا هي المزعجة. كفاني "سقالة"
أنا اعترف.. أنا أحب الثلج. و بقدر ما تبدو هذه الجملة ساذجة و طفولية فإنني سأقولها.
أنا أحب الثلج, وقضيت اليوم في العراء, وأصبت بالزكام. و بللت جواربي. من أجل الثلج الجميل.. لأنه ثمين. ولا يمتعنا بنفسه إلا نادرا. ولأنه نبيل و يستحق ذلك.
أيام كهذه تبرد قلقنا من كل ذلك الكلام العلمي المعقد.. احتباس حراري و تغير مناخ.
تجعلنا نحس بأن الدنيا ما زالت بخير. وان السماء ما زالت تحبنا.
حتى لو انقطعت الطرقات. وتعذر علينا الوصول إلى المنزل. وفقدنا الشعور بأقدامنا حتى إشعار آخر. واضطررنا إلى إدخال غسيلنا المنشور إلى المطبخ...
حتى لو.. الثلج جميل.
و أنا أعرف أنني أحبه. وأنه ليس مزعجا. وأنني أريد المزيد...